السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أشعر بصداع شديد، يأتيني بصورة لحظية مع أي سعال أو عطس أو حركة سريعة،
عملت معظم التحاليل الخاصة بالمخ والأعصاب والأنف والأذن والعيون
والأسنان، وحتى الطبيب النفساني أقر بعدم وجود أي مرض، والحالة تزداد
سوءاً، والحالة الوحيدة التي ينقطع فيها الصداع هي إن قمت بالاستلقاء على
ظهري طوال فترة نوبة الصداع ويزول في ثوان.
أفيدوني أفادكم الله وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأول ما نبدأ به هو أننا نحمد الله عز وجل حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه
على سلامتك وعلى عافيتك، فأنت بحمدِ الله لا تعانين من أي أمر عضوي كما
دلت على ذلك جميع الفحوصات التي أشرت إليها ولا حتى أمورٍ نفسية كما أشرت
إلى ذلك في جوابك الكريم، وقد تتحيرين في هذه الأسباب التي تؤدي إلى هذا
الصداع وبصورة شديدة وهو يأتي بصورة لحظية كما أشرت، وإذا قمت بالاستلقاء
على ظهرك عند حصول هذا الصداع حصل بعد لحظات يسيرة زواله، فهذا الذي أشرت
إليه يدل دلالة نود أن نشير إليها، فلعلها أن توافق ما لديك، وهو أنك قد
تعانين -في الحقيقة- من تفكير في بعض الأمور التي تتعلق ببعض الأمور التي
تشغل بالك، ومن هذا التفكير يحصل لك شيء من القلق الداخلي فيؤدي إلى صداع
في بعض اللحظات ويزول ذلك باسترخائك عند استلقائك على ظهرك لأن هذه
الطريقة هي طريقة الاسترخاء وحصول راحة البدن، وربما انشغل بالك عن أسباب
القلق الذي لديك فحصل بعد ذلك زوال الصداع بإذنِ الله.
فهذا تفسير قد يكون محتملاً في مثل حالتك وأنت الحكم في هذا، وبإمكانك
الإشارة إلى ذلك في المستقبل، فإن كان ما أشرنا إليها موافقًا لوضعك فإن
هذا تفسير قريب لهذا المعنى، وبهذا يصبح هذا الصداع ذا منشأ قلقي أدى إلى
هذا المعنى.
ونود أن تعيدي الكتابة إلى الشبكة الإسلامية للإشارة إلى ذلك بإذن الله عز وجل.
وهنالك احتمال آخر نود أن تبذلي جهدك في العمل به، فقد ثبت في صحيح
البخاري عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه احتجم وهو مُحرم في رأسه من
شقيقة كانت به – والشقيقة هي وجع في أحد شقي الرأس – وثبت في غير هذا
اللفظ أنه احتجم في رأسه من صداع كان به - صلوات الله وسلامه عليه - .
فلذلك نصَّ أهل المعرفة والاختصاص بمنافع الحجامة على أنها تداوي آلام
الصداع الذي في الرأس والذي لا يكون معروف المنشأ، فينبغي أن تحرصي على
هذا المعنى، وهذا الأمر ميسور ولله الحمد خاصة عندكم في مصر فيوجد هنالك
من الطبيبات المختصات ومن أهل المعرفة والاختصاص من يستطيع أن يقوم لك
بالحجامة في الرأس لإزالة الصداع، والنتيجة في ذلك - بإذن الله عز وجل –
محققة وحسنة غاية الحسن، وهي إن لم تنفعك فإنها لن تضرك - بإذن الله عز
وجل –.
فإن للحجامة منافع عظيمة قد ثبتت عن النبي - صلوات الله وسلامه عليه –
وحثنا عليها حثًّا حسنًا، حتى قال - صلوات الله وسلامه عليه -: (إن أمْثَل
ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري) فمنفعتها عظيمة جدًّا خاصة في
الأوقات المناسبة وفي وجود هذه العوارض التي أشرت إليها والتي منها الصداع
والذي ثبت أنه ليس هنالك أي آثار عضوية تؤدي إليه. فهذان الأمران يفيدانك
غاية الإفادة فنود أن تحرصي عليهما.
وأمر ثالث حسن لطيف لو أنك حرصت عليه وهو أن ترقي نفسك يا أختي بكتاب الله
وبالأدعية المشروعة التي شرعها لنا - صلوات الله وسلامه عليه – فمن الرقية
الحسنة أن ترقي نفسك بهذه الآيات وبهذه الأدعية المباركة الثابتة عن النبي
- صلى الله عليه وسلم – وقد قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا
هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}. فقوله {شفاء} يتناول شفاء
الأبدان وشفاء الأرواح، فمن الرقية الحسنة أن تقرئي سورة الفاتحة وأول
البقرة وآية الكرسي آخر آيتين من سورة البقرة وسورة الإخلاص والمعوذتين،
وكذلك هذه الأدعية: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، أعوذ بكلمات
الله التامات من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون،
أعوذ بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة، أعوذ بكلمات
الله التامات التي لا يجاوزهنَّ بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن
شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر
ما يخرج منها ومن كل ذي شرٍّ لا أطيق شره، ومن شر فتن الليل والنهار ومن
شر طوارق الليل والنهار إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن). ومنها أيضًا: (بسم
الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم)
ثلاث مرات. ومنها أيضًا: رقية جبريل التي رقى بها النبي – صلوات الله
وسلامه عليه -: (بسم الله أرقيك، من كل داء يؤذيك، من شر كل عينٍ أو نفس
حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك).
وكذلك قراءة آيات السكينة فإنها تسكن قلبك وتؤتيك الطمأنينة، وهي:
الأولى: {وَقـال لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ...}الآية.
الثانية: {ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ...} الآية.
الثالثة: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا
فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ
تَرَوْهَا...} الآية.
الرابعة: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ
لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ
السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}.
الخامسة: {لَقَدْ رَضِي اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ
تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ
عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}.
السادسة: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْحَمِيَّةَ
حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى
رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ...}الآية.
ونسأل اللهَ عز وجل برحمته التي وسعت كل شيء أن يأجرك على هذا الذي تجدينه
من ألم خاصة وأن الصداع كان يقع لخير المرسلين - صلوات الله وسلامه عليه –
وكان يوعك كما يوعك الرجلان منَّا، فلك في ذلك الأجر، وقد قال - صلى الله
عليه وسلم -: (عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن
إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له)
رواه مسلم في صحيحه.
ونود أن تعيدي الكتابة إلى الشبكة الإسلامية لمتابعة التواصل ولنطمئنَّ
عليك من جهة، وكذلك لتخبرينا بما توصلت إليه من نتائج في هذا الأمر
ولمتابعة هذا الأمر معك ولتقديم مزيد من الإرشاد والتوجيه ، مع التكرم
بالإشارة إلى رقم هذه الاستشارة.
ونسال الله عز وجل لك التوفيق والسداد وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يجعلك من عباد الله الصالحين وأن يوفقك لما يحب ويرضى.