السلطان
Admin
المساهمات : 561
تاريخ التسجيل : 01/01/2010
العمر : 35
 |  موضوع: كتاب الايمان بالله كاملا  الخميس يناير 07, 2010 7:18 am | |
| | لإيمان بالله | | الجمعة 24 ذو الحجة 1430 الموافق 11 ديسمبر 2009 | |
 |
عرض/ إسماعيل القريتلي
"هذا الكتاب يتحدث عن الخالق العظيم والرزاق الكريم، الفعال لما يريد، الكريم المنان، الواسع العليم، الذي رأيت خلال مسيرتي في عالم التاريخ عظمته في الحياة، وفي قيام الدول وزوالها، وانتشار الحضارات واندثارها، وعز الحكومات وإذلالها وقصص الناس، وفي مخلوقاته العجيبة الغريبة، وفي هذا الكون الفسيح وحركة التاريخ"
بهذه الكلمات بدأ الدكتور علي محمد الصلابي الباحث والمؤرخ الإسلامي المعروف كتابه الأول في سلسلة العقائد، والذي اختار له عنوان "الإيمان بالله"، حيث توضح تلك الكلمات تأثير مشاهدات ومتابعات الدكتور الصلابي للتاريخ الإسلامي والإنساني على محتوى كتابه، فهو يحاول من خلاله أن يربط بين حركة البشرية في صناعة التاريخ وبين الإيمان بالله تعالى، إذ لا تنفصل تلك الحركة - بحسب الصلابي- عن ذلك الإيمان سلبا وإيجابا.
وقد طبع من الكتاب، الذي يقع في أكثر من 220 صفحة من القطع المتوسط، حتى الآن أكثر من 65 ألف نسخة في أربع دور نشر، وتقوم حاليا أربع عشرة دار نشر بطباعته، كما طبعت منه ثلاثون ألف نسخة بالتركية، ويجري حاليا ترجمته إلى لغات أخرى كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والفارسية.الإيمان دافعا للتجويد
ويقدم الصلابي خلال صفحات الكتاب وعبر أبوابه، الإيمان من خلال تأثيره في النفس البشرية والمجتمعات الإنسانية حيث يطرح العلاقة بالله تعالى من خلال انضباط الإنسان والمجتمع بذلك الإيمان العميق بوجود الله وقدرته وحكمته وسلطته وهيمنته ورحمته ورزقه، فلا تخلو لحظة من لحظات الحياة من ارتباط بأفعال الله تعالى، وبهذا يصبح الإيمان دافعا إيجابيا للبشرية في انفرادها واجتماعها للتجويد والتحسين.
كما أسهب الصلابي في توضيح الآثار السيئة لعدم الإيمان بالله ورفض التحاكم إلى شرعه وما يترتب على ذلك من أضرار تلحق البشرية بسبب رفضها وتعنتها تجاه أمر ونهي الله تعالى. ويعرض الصلابي "الإيمان بالله" تعالى بعيدا عن الجدل والخلاف، ويختار من الآراء في مسائل الإيمان ما قال به جمهور علماء واقترب إلى مقولات الجيل الأول من المسلمين، كما أنه لم يغفل تناول مسائل الإيمان بلغة حية تستشهد بالقرآن الكريم والسنة النبوية، معتمدا على عدد كبير من المراجع والمصادر.
إلى جانب تأثر المؤلف بالتاريخ في كتابة مباحث الكتاب فإننا نجده يدعو كذلك إلى التأمل في الكون والخلق وتفاصيل الحياة ويسرد الآيات القرآنية التي تؤكد هذه الدعوة للتفكر والتأمل بل اعتبر في مبحثه الثاني عند الحديث عن إثبات وجود الخالق أن من أهم ما يستدل به على وجود الخالق هي أدلة الخلق والآفاق، وهو نداء واسع للتعمق ودعوة لاستخدام إيجابي للعلم يمكن المؤمن من التعرف على صفات الله تعالى من حوله بل داخل نفسه، وهو ما سماه الصلابي "دليل الأنفس".
ووزعت مواضيع الكتاب على سبعة مباحث يتصدرها مبحثا يشرح كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، ويسرد الآثار الواردة النبوية في فضلها وأنها أفضل الذكر ليختم المبحث المهم بآثار الإقرار بلا إله إلا الله.أدلة وجود الخالق
وفي المبحث الثاني من الكتاب يتناول الصلابي الأدلة على وجود الله تعالى، حيث يقدم ثمانية أدلة هي الخلق، والفطرة والعهد، والآفاق، والأنفس، والهداية، وانتظام الكون وعدم فساده، والتقدير، والتسوية. وكل هذه الأدلة نجدها حولنا ونعيش فيها وبها وهذا ما يمكن القارئ من زيادة الأمثلة التي يذكرها الصلابي عند حديثه عن كل دليل، وهو ما يجعل الكتاب مادة أولية لتعليم مفهوم الإيمان للطلاب والدارسين في حلقات العلم مثلا.
أما في المبحث الثالث فقد تناول توحيد الربوبية. ثم تلاه بالمبحث الرابع وكان عن توحيد الأسماء والصفات ولكنه لم يتطرق خلاله إلى أي جدل سابق في الموضوع بل ركز على الاستشهاد بالقرآن الكريم والسنة النبوية فتحدث عن أسماء الله وصفاته بلغة تعود بقارئها إلى رحاب القرآن الكريم، حيث لا يوجد من هو أولى من الحديث عن الخالق من الخالق نفسه كما نزل في كتابه الكريم.
وبانتهاء مبحث توحيد الأسماء والصفات يكون القارئ قد تعرف على عظمة الله تعالى فينطلق إلى المبحث الخامس ليتعرف على توحيد الإلوهية وهنا يستعرض الدكتور الصلابي منهج القرآن في الدعوة إلى توحيد الإلوهية والطريقة التي اختارها القرآن الكريم لدعوة الناس إلى هذا التوحيد.
وفيما يتعلق بمفردات توحيد الإلوهية العبادة، فقد شرح الصلابي معناها وحقيقتها وأنواعها وأفضلها، ثم دخل في مسألة غاية في الأهمية تتعلق بالحكم بما أنزل الله تعالى باعتباره تعبيرا عن العبودية لله تعالى واعترافا بألوهيته واستسلاما لآثار صفاته وأسمائه سبحانه وتعالى.الإيمان وما يضاده
وبهدوء يلج المؤلف إلى المبحث السادس حيث يطرح المؤلف حديثا إيمانيا عن الإيمان فبعد تعريفه لغة وشرعا وعلاقته بالإسلام والإحسان، مستشهدا في كل ذلك بالقرآن والسنة، ثم ينتقل لشرح الأسس التي يقوم عليها الإيمان بالله تعالى ويذكر أسباب قوة الإيمان وبعض صفات المؤمنين بالله تعالى، كما وردت في القرآن والسنة، ثم يختم المبحث بالحديث عن فوائد الإيمان وثمراته في الدنيا والآخرة.
ولأن الإيمان يقابله عدم الإيمان فقد جاء المبحث السابع والأخير ليتحدث عن نقائض الإيمان سواء أكانت شركا أو كفرا أو نفاقا، حيث عرف الصلابي كل منها وبين أنواعها، ثم اختتم المبحث والكتاب ببيان مفهوم الردة.
كتاب "الإيمان بالله" يضيف إلى المكتبة الإسلامية بحثا عميقا ركز فيه المؤلف على عرض مسائل الإيمان والتوحيد، متجنبا الخوض في كثير من الجدل الذي صاحبها في مؤلفات كثيرة سابقة ربما تصلح للدراسة العلمية ولكن الدكتور الصلابي أراد لكتابه أن يجمع إلى جانب الرصانة العلمية البعد التأثيري على قلب ووجدان قارئه فهو اعتمد تقسيمات معروفة لدى العلماء لكنه قدمها مصحوبة بالشواهد القرآنية والنبوية.[/td][/tr] | |
|
